درش ع.ن
العمر : 54 تاريخ التسجيل : 07/08/2011 عدد المساهمات : 92 العمل/الترفيه : صحفي مبتدأ
| موضوع: بريد الجمعة لعبدالوهاب مطاوع الأحد أبريل 15, 2012 8:56 am | |
| بريد الجمعة عبدالوهاب مطاوع الوحش الطليق! انا سيدة على مشارف الخمسين من العمر، تزوجت من رجل فاضل يبذل كل جهده لكي يوفر للأبناء ما يستطيعون به أن يبدأوا حياتهم في المستقبل، لأن الأبناء كما تعلم لا يستطيعون الآن أن يوفروا لأنفسهم متطلبات الزواج، وإن لم يساعدهم الأهل القادرون على ذلك فلسوف يحتاج كل منهم إلى عمر إضافي فوق عمره لكي يتمكن من توفيرها لنفسه، ولقد مضت بنا الحياة هادئة لا يعكر صفوها سيء، وتخرج ابني وعمل وبدأ يفكر في الزواج كغيره من شباب الأسرة ورشحنا له أكثر من فتاة فلم يقبل بترشيحاتنا، وارتبط بفتاة عن طريق أحد أصدقائه، وحاولنا الحديث معه ومراجعته، فتمسك باختياره. وبعد مناقشات طويلة في محيط العائلة قبلنا بالأمر الواقع وتمت الخطبة لمن اختارها، وهي خريجة جامعية وكانت من المتفوقات في كليتها وتعمل، كما كانت قد تقدم لها شاب قبل ابني ورفضته ثم تقدم ابني لها ورحبت به، فاستشاط الشاب الأول غضباً لرفضها له ولاحقها بالمعاكسات إلى أن كانت عائدة من عملها ذات يوم فتطاول عليها هذا الشاب ثم انهال عليها طعناً بالسكين في جميع أنحاء جسمها حتى سقطت على الأرض بين الحياة والموت.. ونقلت الفتاة إلى المستشفى وبقيت به شهرين، واقتيد الشاب المعتدي إلى السجن.. وتركز الاهتمام بالطبع على حالة الفتاة الصحية حتى كتب لها اللّه الشفاء فغادرت المستشفى سليمة إلا من عاهة بسيطة في يدها اليمنى نتيجة لقطع العصب فيها، وقال الأطباء أنها سوف تحتاج إلى إجراء جراحات أخرى في يدها خلال عامين وبعدهما تستطيع استخدام يدها اليمنى. وقبلنا بالأمر الواقع وأبديت استعدادي لاستضافتها في بيتي حتى يتحقق لها الشفاء.. غير أنني قد فوجئت بخروج الشاب المعتدي من السجن انتظاراً لورود تقرير الطب الشرعي فبدأت الهواجس تلاحقني.. وشعرت بالرعب، إذ من يضمن لي ألا يحاول هذا الشاب المتهور الذي حاول قتل من رفضته، إيذاء ابني أو أحد أفراد أسرتي، فأصبحت لا أنام ولازمني التشاؤم، وأعلنت عن رغبتي في عدم إقامة حفل زفاف لابني خشية أن يعتدي هذا الشاب عليه خلاله أو على عروسه.. وفقدت فرحتي بزواج ابني.. وكلما اقترب الموعد المحدد للزواج ازددت حزناً وغما، حتى أصبحت قليلة الكلام وضعيفة الحيوية، أما ابني فإن هذه الفتاة تمثل له الحياة ويتصل بها ليل نهار ولا يطيق فراقها، في حين أنني حائرة في أمري ففي بعض الأحيان أجدني أردد الآية الكريمة (أينما تكونوا يدرككم الموت ولو كنتم في بروج مشيدة) واستسلم للأمر الواقع وأتخلص من هواجسي، وفي أحيان أخري يغلبني الخوف مما يمكن أن يحدث إذا تم الزواج، وتعرض ذلك الشاب المستهتر لابني أو لأحد أفراد أسرتي بالإيذاء فماذا أفعل لكي أخرج من حيرتي وأتغلب على هواجسي؟ ولكاتبة هذه الرسالة أقول: حتى ولو كان هذا الوحش قد أصبح طليقاً الآن لفترة مؤقتة وانتظاراً لمحاكمته وعقابه على جريمته.. فانه يصعب أن يكرر فعلته البشعة هذه، لأنه يعرف جيداً أنه سيكون المشبوه الأول في أي أذي يتعرض له لا قدر الله ابنك أو أحد أفراد أسرتك، فأرجو ألا تستسلمي لهواجسك ومخاوفك وألا تفسدي عليك فرحة زواج أكبر الأبناء.. وإذا أردت أن تزدادي اطمئناناً فإنك تستطيعين الاستعانة بالشرطة قبل الزفاف لكي تفرض رقابتها عليه، وتحول بينه وبين الاقتراب من مكانه أو من محيط الأسرة كلها قبله وبعده إن شاء اللّه. | |
|