عمر سليمان والشاطر وأبو إسماعيل
كتبت ريم عبد الحميد
اهتمت الصحف العالمية، الصادرة صباح اليوم، بالتعليق على القرار
المفاجئ باستبعاد 10 من المرشحين للرئاسة فى مصر، فقالت صحيفة "فاينانشيال
تايمز" البريطانية، إنه تسبب فى موجة من الصدمة فى النظام السياسى قبل
أسابيع قليلة من اختيار أول قائد للبلاد منذ الثورة عبر الانتخابات.
وأوضحت الصحيفة، أن قرار اللجنة العليا للانتخابات الرئاسية باستبعاد
المرشحين العشرة، وبينهم مدير المخابرات السابق عمر سليمان والمرشح السلفى
حازم صلاح أبو إسماعيل ومرشح جماعة الإخوان المسلمين خيرت الشاطر، قد أضاف
عنصراً جديداً من الغموض وعدم اليقين بعد 14 شهراً من الثورة التى مهدت
الطريق لتجربة ديمقراطية.
ورأت الصحيفة أن هذا القرار فى حال بقائه، سيقوى من موقف عبد المنعم أبو
الفتوح، القيادى الإخوانى السابق الذى انفصل عن الجماعة وبدأ فى إقامة
روابط مع الليبراليين، وتشير إلى أن بعض المحللين يرون فى ترشحه طريقة لسد
الانقسام العميق بين النخب الليبرالية والأغلبية الشاسعة المتدينة.
وأبرزت فاينانشيال تايمز رد فعل المستبعدين من الترشح، وقالت إن كلاً من
عمر سليمان والشاطر قد تعهدا بالطعن على قرار اللجنة، وقال الشاطر، فى بيان
على الموقع الرسمى للإخوان المسلمين، إن القضية ليست مَن سيخوض السباق،
فالمهم هو حماية الحريات واستمرار الثورة.
وأشارت الصحيفة إلى تصريحات فاروق سلطان، مستشار لجنة انتخابات الرئاسة
لقناة الجزيرة، التى قال فيها إن عمر سليمان ربما يصبح مؤهلاً لخوض
الانتخابات إذا قام بتقديم العدد المطلوب من التوكيلات الصحيحة سريعاً.
أما وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، فقالت إن هذا القرار المفاجئ يهدد
بانقلاب السباق الرئاسى الذى يواجه اضطرابات بالفعل. وأضافت أن الإعلان عن
استبعاد هؤلاء المرشحين من جانب لجنة الانتخابات جاء بمثابة صدمة لكثير من
المصريين، خاصة أن ثلاثة منهم كانوا من الأوفر حظاً، مشيرة إلى منحهم فرصة
يومين للتظلم على القرار وفقاً لقواعد الانتخابات، على أن يتم إعلان
القائمة النهائية للمرشحين رسمياً فى 26 إبريل المقبل.
وتقول أسوشيتدبرس، إن الصراع على السلطة المستمر منذ أكثر من عام منذ
الإطاحة بمبارك فى العام الماضى، قد زاد سخونة مع اقتراب الانتخابات
الرئاسية فى الشهر القادم، حيث تشكل السباق من تنافس بين الإخوان المسلمين
وأعضاء من الدائرة المقربة من الرئيس المخلوع.
ولفتت الوكالة إلى أن المراقبين كانوا يتطلعون إلى الإعلان الذى تم أمس،
السبت، لمعرفة مصير المرشح السلفى حازم صلاح أبو إسماعيل، وما إذا كان سيتم
استبعاده على أساس أن والدته تحمل الجنسية الأمريكية.
من جانبها، توقعت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، أن يثير هذا القرار
غضباً شعبياً فى كافة أنحاء الطيف السياسى فى مصر، وقالت إنه فى حال فشل
الطعون المقدمة من هؤلاء المستبعدين، فإن رد الفعل الشعبى العنيف سيكون
كاسحاً على الأرجح. ورأت الصحيفة أن هذا الإعلان يهدد بإطلاق موجة جديدة من
عدم الاستقرار قبل شهر واحد من إجراء أول انتخابات رئاسية فى مصر بعد
الثورة، وقبل شهرين من تسليم المجلس العسكرى الحكم لسلطة مدنية منتخبة كما
وعد.
ونقلت الصحيفة عن مراد محمد على، مدير الحملة الانتخابية للشاطر، وصفه
للقرار بأنه سياسى تماماًَ، وقال إنه موجه من قبل القيادة العسكرية للبلاد
التى تعمل لتقويض ثورة مصر وإعادة تأسيس نظام حسنى مبارك. وأضاف على قائلا،
إن الأمر لا يتعلق بما إذا كان الشاطر قادراً على خوض الانتخابات أم لا،
بل إننا نتحدث عن حقوق الإنسان، ونتحدث عن الشرعية وعن الاتجاه الذى تسير
نحوه مصر.
غير أن الصحيفة رأت أن قرار استبعاد سليمان مع كل من الشاطر وأبو إسماعيل
يعقد من التصورات التى تشير إلى أن قرار اللجنة العليا للانتخابات كان
بادرة سياسية تماما هدفها وقف صعود السياسيين والإسلاميين.
ويتكهن مدير حملة الشاطر بأن اللجنة ربما استبعدت سليمان كبادرة رمزية
للعدالة لتبرير تهميش الإسلاميين، وأوضح أن الإخوان لديها مؤشرات تدل على
أن لجنة الانتخابات المستقلة تعمل بأوامر من المجلس العسكرى.
وتشير الصحيفة إلى أنه فى حال تأييد قرارات اللجنة الانتخابية، فإن الميدان
الرئاسى سيكون خالياً أمام الأمين العام السابق لجامعة الدول العربية عمرو
موسى للهيمنة على أصوات الناخبين، حسبما تشير استطلاعات الرأى.