صلاح منتصر: مصر والسعودية بقلم: صلاح منتصر
لا يتصور مصري مخلص أن تصل العلاقات بين مصر والمملكة السعودية
إلي الحد الذي تغلق فيه المملكة سفارتها في مصر,فما بين البلدين الشقيقين
بالتأكيد أقوي كثيرا من أن يهزه حدث فردي. صحيح أن حريق الغضب الذي أشعله
البعض ردا علي واقعة ضبط المصري أحمد الجيزاوي في مطار جدة قد تجاوز الحدود
وشهد اسلوبا مرفوضا مع دولة شقيقة وصديقة.
إلا أن هذه المبالغة في
حد ذاتها تؤكد لمن يتأملها أنها تستهدف شيئا أكبر كثيرا من الاحتجاج علي
المصري المضبوط, كان الواضح أن هناك من يتربص الفرصة لاختلاق أزمة ينفذ من
خلالها لضرب علاقات البلدين وقد وجدها في حادث أحمد الجيزاوي.
وكان
الخطأ من البداية انه برغم ثورة الاتصالات التي نعيشها, إلا أن التعامل مع
الحادث ترك الفرصة للمتآمرين خاصة بعد ان خرجت زوجة الرجل, تقول كلاما دون
أن يأتي الرد واضحا من جدة بالسماح لممثلي الإعلام بالالتقاء مع الرجل وكشف
المعاملة التي يعامل بها والحقيبة التي حملها والأقراص التي تم ضبطها ووزن
هذه الأقراص ردا علي الذين قالوا انها تزن أكثر من سبعين كيلو جراما في
حين أنها بضعة كيلو جرامات.
في الوقت نفسه تضاربت تصريحات المسئولين
المصريين التي احيانا ما أيدت كلام الزوجة بأن العملية سياسية, وأن الرجل
لفق له الاتهام لموقفه كناشط سياسي, وفي تصريحات أخري ما يؤكد ارتكاب
الجيزاوي جريمة تهريب الأقراص الممنوع تداولها في المملكة, وأنه اعترف بذلك
وباسم الشركة التي سلمته الحقيبة.
كانت هناك بالفعل أخطاء من مختلف
الأطراف, ولكن مهما كانت فلا يمكن ان تصل النتائج الي حد هدم علاقات
البلدين. وإذا كانت مصر حريصة علي حسن رعاية مواطنيها, فهي ايضا حريصة علي
مشاعر الشعب السعودي الشقيق
* نقلا عن صحيفة الاهرام