كل الدنيا الإدارة العامة
العمر : 48 تاريخ التسجيل : 08/07/2011 عدد المساهمات : 1072
| موضوع: من دفاتر المأذون: أغرب حالات الطلاق في مصر الإثنين يناير 30, 2012 6:26 pm | |
| في البداية..! اقرأوا معنا سطور هذه الدعوي الغريبة والمثيرة في الوقت نفسه! ».. تتشرف السيدة »الفلانية« بدعوة سيادتكم لحضور حفل طلاقها من السيد »الفلاني« وذلك بقاعة »....« فندق »....« -طبعا خمس نجوم- مساء يوم »كذا«.. والعاقبة عند كل امرأة تريد أن تتخلص من زوجها مثلي أنا«! نعم.. حدث هذا ويشهد علي ذلك رئيس جمعية المأذونين! حتي الطلاق- الذي كان يحدث سرا- في الماضي- داخل البيوت في مشهد أشبه وكأنه مأتم- صار اليوم يتم علي شرف الزوجة بحضور المدعويين من صديقاتها في الحي الراقي الذي تسكنه.. أما في الأحياء الشعبية فبعض حالات الطلاق يعقبها زغرودة مجلجلة من الزوجة ابتهاجا بنيل حريتها من زوج رأته متسلطا.. غاشما! تعودنا أن نكتب عن قضايا الطلاق التي تصدر من محاكم الأسرة.. ولكن لم نتطرق يوما لوقائع الطلاق التي يتمها المأذون!.. »أخبار الحوادث« تعرض في هذا التحقيق لأغرب حالات الطلاق من وقائع دفاتر المأذونين.. وفي النهاية لم يفتنا ان نسأل رئيس جمعية المأذونين: كم حالة طلاق تقع سنويا في مصر بواسطة المأذون الشرعي؟! ..وكان هذا التحقيق المثير جدا!
* * *
سؤال مهم: لماذا زواج هذه الأيام عمره قصيد جدا.. لوطال- ونبقي حسدناه- لايستمر أكثر من ٠٣ يوما- يعني أيام العسل فقط؟!
السؤال الأهم: لماذا تحولت حوادث الطلاق- الي مناسبات سعيدة -عند بعض السيدات. في الوقت الذي كان يعتبره الناس- حتي وقت قريب- زلزالا يضرب الأسرة.. توابعه لاتنتهي؟! ربما نجد الاجابة عند علماء النفس فيفسروا لنا هذه الظواهر الغريبة! المهم الأن ان نجيب عن هذا السؤال في السطور القادمة: ما الذي تحمله لنا دفاتر المأذونين من وقائع مثيرة شهدوها أثناء اتمام اجراءات الطلاق؟!
* * *
نبدأ من حي مصر الجديدة!
دفتر الشيخ محمد درويش يمتليء بالغرائب عن حكايات الطلاق.. نبدأها بهذه الحكاية! >زوجة جميلة عمرها »٦٢ سنة« ثرية تزوجت من شاب يكبرها بعشر سنوات وهو الآخر لايقل ثراء عنها.. ومرت شهور قليلة من الزواج وبدأت الزوجة بشعور الأنثي ان ينابيع الحب بدأت تجف من عند الزوج.. أحست بهذا وهي معه علي فراش الزوجية.. رأته كمن يؤدي واجبا.. لا أكثر ولا أقل وسرعان ما تسرب الشك اليها!.. نصبت له كمينا.. اوهمته انها ستقضي اليوم كله في عملها حتي اطمئن من يريد ان يلعب بذيله- فأتي بعشيقته الي شقة الزوجية وفي اللحظة المناسبة أتت الزوجة.. فاذا تشهد خيانة زوجها!.. طلبت الطلاق وهو طلب منها الصفح والغفران وهي خيانة وعدت ولن تتكرر مرة اخري! وسامحته الزوجة بعد شهر من الانفصال حدث بينهما وتمنت الزوجة الجميلة ان يكون الزوج استوعب الدرس! .. ولكن! الحكمة تقول: »الكيس الفارغ لايستقيم ابدا«! عادت ريما لعادتها القديمة.. وكرر الزوج مشهد الخيانة بعد ٠٢ يوما من عودة المياه الي مجاريها وضبطته الزوجة وقررت ان يكون الانتقام علي قدر الجرم الذي ارتكبه الزوج في حقها! اقامت حفلا صاخبا داخل أحد الفنادق الشهيرة بمصر الجديدة ودعت فيه الأصدقاء والصديقات- قبلهم- دعت عشيقة زوجها لحضور حفل طلاقها منه ووزعت الدعوات.. وامتلأت القاعة وتعلقت العيون بمشهد واحد هو حضور الزوجين لاتمام مراسم الطلاق- الذي تم في هدوء شديد بعدها علت الموسيقي ابتهاجا بهذه المناسبة- غير السعيدة! وقبل ان تغادر المطلقة الشابة قاعة فندق الخمس نجوم- نظرت الي زوجها وقالت له ساخرة: »ابقي اعرض نفسك علي طبيب نفسي«!
* * *
وتتوالي الحكايات!
لازلنا في الحي الراقي- مصر الجديدة.. تحديدا هذه المرة- منطقة شيراتون! الزوج عمره »٠٧ سنة«! والزوجة في مثل عمره! فجأة شعر الزوجان العجوزان بشيء ما يبعدهما عن بعض -في الوقت الذي من المفروض ان يقتربا أكثر- لكن يبدو انها عين الحسود اصابتهما بعد وصولهما هذا السن! الزوجة احست بالملل وان مرض البرود العاطفي بدأ يتسلل اليها.. والزوج اصبح يري زوجته في ثوب المرأة النكدية وأنها مدفوعة عليه لتحيل حياته الي جحيم! وتوالت الأمراض علي جسد الزوج.. تنهش فيه وضاقت الزوجة ذرعا بجو الأمراض ورفضت بعد هذا السن أن تتحول الي ممرضة لرجل كهل أصبح لايبرح فراشه ابدا! والحل..؟! هكذا سأل الزوج نفسه في لحظة يأس ويبدو أن صوته علا وهو يحدثها فسمعته زوجته العجوز فقالت له: »طلقني وكل واحد يروح لحال سبيله«! ولم يكذب الزوج خبرا! اتكأ علي عصاه وذهب الي المأذون تسبقه دموعه وهناك طلق زوجته غيابيا وبعد اتمام اجراءات الطلاق.. هاتفها علي المحمول وقال لها: ».. استريحت؟.. أنا طلقتك«! وارتفع صوت الزوجة في التليفون ثم اغلقت الخط وظلت الدموع تسيل من عين الزوج ونظر الي المأذون وقال له: »عارف ردت عليٌ وقالت أيه؟!.. قالت: »لو كنت اعرف ازغرد كنت عملتها«! .. ولاتعليق!
* * *
.. والطلاق في حي مدينة نصر لايختلف كثيرا عن حي مصر الجديدة!
واقعة مثيرة قرأناها في دفتر المأذون الشرعي أشرف موسي! كانت أول بخته امرأة مطلقة.. لكنه احبها بجنون.. ولايعني انها مطلقة ان تكون مفترية فربما تكون ضحية زوج متسلط ونالت حريتها منه بعد عذاب طويل! المهم انه تزوجها وبعد أيام قليلة من الزواج وهما لايزالان في شهر العسل شك الزوج في عروسه وكاد الشك ان يقتله- رنات تليفون تأتيها ليلا وصباحا.. أرقام غريبة- حتي انها رفضت أن تبدد شكوكه ولو بالكذب وبدأ الزوج المعذب بشكوكه في البحث عن صاحب هذا الهاتف الذي امتلأ رقمه علي موبايل زوجته فاكتشف انه زوجها الأول! يعني إيه؟! الحب القديم بدأ يصحو بداخلها؟! طيب.. لماذا تزوجتني؟! أعمل ايه.. اواجهها بهذا الاتهام؟! وتصارعت بداخله الظنون.. كادت ان تقتله أو تصيبه بالجنون.. هو لم يتعود علي المواجهة منذ نعومة أظافره.. رقيق المشاعر.. مسالم الي اقصي درجة.. لكن لكل شيء حدود! ذات يوم! جلس الزوجان وكأنهما غريبان التقيا صدفة في قطار داخل النادي الكبير بمدينة نصر.. كل واحد منهما ينظر للآخر ولا يتكلم.. وفجأة رن هاتف الزوجة المحمول ثم صمت ومعها أحس الزوج وكأنه استقبل طعنة في قلبه!.. خرج عن صمته.. لأول مرة يسألها بحدة: »هو مين ده اللي عمال يرن لك ويقفل«؟! وبدون تردد الزوجة: واحدة صاحبتي! واحتدم العراك بين الزوجين في جنينة النادي امام كل الأعضاء واصرت الزوجة علي الطلاق.. خرجت مسرعة من بوابة النادي ولاذت بسيارتها واقسمت ان تشهد هذه السيارة طلاقها من زوجها! وكان لها ما أرادت! حضر المأذون الشاب الي السيارة الفارهة امام باب النادي.. دلف الي السيارة وخرج منها بعد دقائق حاملا دفتره مندهشا لما يدور حوله وبعده خرج الزوج وقبل ان تنطلق مطلقته بسيارتها قالت له وهي تضحك: »مش قد الزواج.. تتجوز ليه يانيلة«!
* * *
>لا نزال في مدينة نصر أيضا!
رن تليفون الشيخ صلاح مصطفي المأذون الشرعي الثالثة فجرا.. اتاه علي الجانب الآخر صوت امرأة تصرخ تطلب منه ان يأتيها فورا ليطلقها من زوجها- الذي يحب السهر مع أصدقائه ولايسهر معها أبدا- ولو من باب الترضية أو الخطأ غير المقصود!.. وعبثا يحاول المأذون الشرعي تهدئة النفوس حتي يطلع الصبح- لكنه فشل لدرجة انها هددته بالانتحار وسوف يكون هو السبب وسوف تكتب هذا قبل ان تلقي بنفسها من النافذة!.. لم يجد الشيخ صلاح حلا سوي ان يأخذ دفتره ويرتدي ملابسه علي عجل ويذهب الي بيت الزوجة ويخرج منه بعد صلاة الفجر وقد اتم طلاق الزوجين!
* * *
>وأخيرا.. وليس آخرا!
يحكي الشيخ صلاح مصطفي هذه الواقعة الغريبة التي وقعت في الجيزة! يقول: اصرت الزوجة ان تكتب في قسيمة الطلاق سبب طلاقها من زوجها ورغم غرابة ما طلبته لم اعترض!.. فبعد ان تزوجته اكتشفت ان عينه زائغة- لدرجة انه كان يتحرش بابنائها بطريقة تثير الاشمئزاز. ورغم انها كانت تكذب عينيها.. لكن شكوي الأبناء كانت الحاسمة فتم الطلاق لهذا السبب! >واقعة اخري مثيرة وطريفة في الوقت نفسه! حضر أمامي رجل وامرأة في العقد الثالث من عمرهما وطلبا مني البدء في اجراءات طلاقهما وبعد ان اتممت الاجراءات طلبت منهما الرسوم الأتعاب.. دفع الاثنان لي نصفها وتواعدا علي ان يستكملا الباقي في اليوم التالي.. صدقتهما- لكنهما لم يأتيا ونسيت الموضوع ومرت سنة كاملة وعندما ذهبت لاتمام مراسم زواج عروسين لمحت المرأة التي طلقتها في مكتبي ولم تدفع لي باقي اتعابي- فأمسكت بها وطلبت منها باقي اجري وتجمع الأهل علي صوتي وكانت المفاجأة انها كانت متزوجة علي زوجها من هذا الرجل الذي طلقها في مكتبي.. فأبلغت الشرطة وحبستها النيابة.
* * *
>ونختم بهذه الواقعة!
شهدها دفتر الشيخ عزالدين عطا السيد رئيس جمعية المأذونين سابقا.. يحكيها لنا قائلا: ».. اتاني شاب يعمل مهندسا ومن أسرة ميسورة.. يريد ان يطلق زوجته ولما سألته عن السبب.. قال لي: »دي غول فلوس.. عايزه تشطب عليٌ وتخرب بيتي«!.. المثير انه طلب تطليق زوجته في اليوم التالي من الدخلة وقال الزوج للمأذون: ».. تخيل يامولانا ان انا انفقت ٠٢ الف جنيه في اسبوع واحد قبل عقد القران وفي يوم الدخلة صرفت ٠٥ الف جنيه.. معناها ان بعد شهر العسل سأجد نفسي علي الحديدة«! صحيح.. وجع ساعة ولا كل ساعة!
* * *
>هل دور المأذون يتوقف عند لحظة عقد القران او الطلاق فقط ولايتدخل بالنصيحة.. فربما تعود المياه الي مجاريها مرة اخري!
سألنا هذا السؤال الي الشيخ محمد درويش رئيس جمعية المأذونين.. وسألناه ايضا بحكم منصبه: كم عدد حالات الطلاق التي تقع سنويا في مصر؟!.. وما أكثر الأماكن التي تحدث بها حالات طلاق؟! فتح الرجل ذاكراته لنا وايضا فتح ملفات كثيرة وبدأ يجيب عن الاسئلة! في البداية يقول: كثر الطلاق وتعددت اسبابه بتعدد حالاته منها ما كان بسبب الزوجات وهذا يحدث كثيرا وخصوصا الزوجات الصغيرات في السن اللاتي لم يتدربن علي نواحي الحياة المختلفة وخاصة اننا في عصر الأزمات الأخلاقية والنفسية والاقتصادية والاجتماعية ويضيف الشيخ محمد درويش ان الزوجة هي السبب الأساسي والحقيقي في الطلاق ويكون غالبا بدافع من امها وتقوم الزوجة بترك البيت دون اسباب متناسية حق الزوج الذي فرضه الله عليها بحسن العشرة والمودة والرحمة فمثلا نجد ان زوجة قد جاوزت العشرين ربيعا بقليل وتتمرد علي زوجها في متطلبات لايستطيع الشاب المتزوج حديثا ان يوفرها ومنها الشقة والأثاث والسيارة لان الزوجة تري ان زميلتها في العمل متزوجة من شاب ميسور الحال علي عكس زوجها وهنا نجد ان الأم التي تري سعادة ابنتها في السيارة والأدوات المنزلية الحديثة وليس في راحة البال! ويستطرد: إن عدد حالات الطلاق التي تقع سنويا في مصر تصل الي ٠٤ الف حالة طلاق وتكون النسبة مرتفعة جدا في حالات الطلاق بين الازواج صغار السن الذين لم تتجاوز اعمارهم الثلاثين عاما وهي كارثة في حد ذاتها مثلها مثل الزلزال الذي يضرب البلاد فجأة.. لكن الفرق ان هذا الزلزال الاجتماعي تظل توابعه سنوات طويلة بعد الطلاق! ويضيف الشيخ محمد درويش ان اكثر الأماكن التي تحدث بها حالات الطلاق هي المناطق الراقية وتكون بنسبة عالية اما المناطق العشوائية فتكون حالات الطلاق فيها اقل.
* * *
الشيخ عزالدين عطا السيد رئيس جمعية المأذونين سابقا ارجع حدوث حالات الطلاق وبنسبة عالية جدا الي غياب الثقافة الزوجية ونظرة الزوجة الي الزواج في انه يتلخص في الفسح والسينما والتيك اواي- رغم أن الزواج مسئولية مشتركة بين الزوجين.. والبيت هو السفينة التي يقودها الزوج ضد امواج الحياة وعلي الزوجة ان تساعد زوجها قيادة هذه السفينة حتي تعبر الي الشاطيء بسلام . | |
|