البابا شنودة الثالث يرقد بسلام بعد 89 عاما
فى حب الوطن.. "نظير جيد" أرضعته مسلمة فى قرية "سلام" بأسيوط.. وعاش
بشعار "مصر وطن يعيش فينا" السبت، 17 مارس 2012 - 20:01
البابا شنودة
كتب أحمد عطوان ونادر شكرى
بوفاة البابا شنودة الثالث بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة
المرقسية تكون مصر قد فقدت والعالم العربى والطوائف المسيحية واحدا من أهم
أعمدة الوحدة الوطنية، وحارسا أمينا على نسيج الشعب المصرى، مما منحه قيمة
وقدرا عظيمين فى قلوب المصريين، ليس لأنه كان على رأس الكنيسة المصرية،
ولكنه رجل وطنى فى المقام الأول، فنظير جيد أو البابا شنودة كما نعرفه
جميعا، ولد فى قرية «سلام» يوم 3 أغسطس 1923. تتبع لمنقباد فى أسيوط
إداريا.. أما دينيا فهى تابعة لمطرانية منفلوط، ولكن رغم ذلك تربى فى كنف
أسرة مسلمة ليصبح الرمز المسيحى الأرثوذكسى الأول فى مصر لما يزيد علة
الأربعين عاما ليكون شعاره دائما "مصر وطن لا نعيش فيه ولكنه وطن يعيش
فينا".
كان "نظير جيد" طوال مراحل دراسته متفوقاً وكان يكتب الشعر ويتذوقه وقد
أجاد عروضه وقوافيه وكل ما يختص به، وبدأ دراسته ملتحقا بجامعة فؤاد الأول
ودرس فى كلية الآداب وتخرج منها حاصلاً على ليسانس الآداب قسم تاريخ بتقدير
(ممتاز) عام 1947 وبدأ بدراسة التاريخ الفرعونى والإسلامى والتاريخ
الحديث، وحصل على الليسانس. وفى السنة النهائية بكلية الآداب التحق بالكلية
الإكليركية، وبعد حصوله على الليسانس بثلاث سنوات تخرج فى الكلية
الإكليركية عمل مدرساً للغة العربية ومدرسا للغة الإنجليزية.
وعمل البابا لسنوات محررا ثم رئيسا للتحرير فى مجلة "مدارس الأحد" وفى لوقت
نفسه كان يتابع دراساته العليا فى علم الآثار القديمة، كما كان يحاول
التغيير والنهوض بالكنيسة فى خدمته بمدارس الأحد عن طريق التعليم، ثم انضم
إلى حزب الكتلة الوفدية بقيادة الزعيم القبطى مكرم عبيد باشا والتحق بالجيش
وبعدها رسم راهباً باسم (أنطونيوس السريانى) فى يوم السبت 18 يوليو 1954،
وقد قال قداسته أنه وجد فى الرهبنة حياة مليئة بالحرية والنقاء.