السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخوتي في الله ..
هناك تساهل كبير في الحلف بالله كذبا وتعمدا ..
والله المستعان ..
الحلف على أمر كاذبا عالما متعمداً حكمه أنه محرم وهو اليمين الغموس الذي
ورد فيه الوعيد الشديد وهو من الكبائر كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم
للأعرابي الذي سأله يارسول الله مالكبائر؟ فذكرها وذكر منها اليمين الغموس
هل تعلمون لماذا سمي يمينا غموسا لأنه يغمس الحالف بالإثم والعياذ بالله
وهذه مجموعة فتاوي
إن اليمين بالله عزّ وجلّ أمرها خطير، ولا ينبغي للمسلم أن يتساهل في شأن
اليمين ويكثر من الأيمان من غير داع إلى ذلك، بل ينبغي للمؤمن عدم الحلف
إلا عند الحاجة، ولا يحلف على صدق وعلى بر، والله جلّ وعلا يقول: {وَلا تُطِعْ كُلَّ حَلَّافٍ مَّهِينٍ}
[سورة القلم: آية 10]؛
يعني: كثير الحلف، وكثرة الحلف من صفات المنافقين، وقد أخبر أنهم يحلفون
على الكذب وهم يعلمون؛ فينبغي للمؤمن أن يبتعد عن كثرة الأيمان، وأن لا
يعوِّد لسانه ذلك؛ لأنها مسؤولية كبيرة، ولا يحلف إلا عند الحاجة.
أما اليمين الغموس ؛ فهي أن يحلف بالله على أمر ماضٍ كاذبًا متعمدًا، كأن
يحلف أنه ما صار كذا وكذا، ولا كان كذا وكذا، أو يحلف على سلعة أنه
اشتراها بكذا، وأنها سليمة من العيوب وهي غير سليمة... وما أشبه
ذلك؛ فهذه هي اليمين الغموس، وهي من كبائر الذنوب، وسميت غموسًا؛ لأنها
تغمس صاحبها في الإثم، ثم في النار.
وهذه اليمين أكثر ما تقع من الذين يبيعون ويشترون؛ ليغرروا بها الناس؛ وليصدقوهم، وليروجوا سلعهم بذلك.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن اليمين منفقة للسلعة ممحقة للبركة"
[رواه البخاري في صحيحه]
وذكر الوعيد على الشخص الذي لا يبيع إلا بيمينه ولا يشتري إلا بيمينه؛
فهذه هي اليمين الغموس، وهذه ليس لها كفارة؛ يعني: لم يشرع لها كفارة
مالية أو صيام، وإنما كفارتها التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، والندم على
ما حصل منه، وأن لا يعود إلى الحلف بهذه اليمين.
.
ولكن كما ذكرنا ينبغي للمسلم أن لا يتسارع إلى الحلف واليمين، وأن يمتنع
عن الأمور المحظورة من غير حلف، وأن يفعل الطاعات من غير حلف؛ لأن الحلف
مسؤولية عظيمة وخطر كبير.
أما من يحلف ويخالف يمينه ؛
فإنه يكون عليه الكفارة إذا حلف على أمر مستقبل ممكن أن يفعل، أو على أمر
مستقبل أن لا يفعله، ثم خالف يمينه؛ فإنه يكفِّر؛ كما قال سبحانه وتعالى:
{لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ في
أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ
فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا
تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن
لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ
أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ
يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [سورة المائدة: آية 89].
فكفارة اليمين تجمع بين أمرين: تخيير وترتيب: أما التخيير؛ فبين خصال
ثلاث هي: العتق، أو إطعام عشرة مساكين، أو كسوة عشرة مساكين؛ يخير في
هذه الأمور؛ فإذا لم يقدر على واحدة منها؛ فإنه يصوم ثلاثة أيام؛
لقوله تعالى: {فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ} [سورة المائدة: آية 89]..
فهذه كفارة اليمين المنعقدة التي قصد الحالف عقدها على أمر ممكن.
-- منقول بتصرف يسير --