تحول شارع مجلس الشعب اليوم، الأحد، إلى ميدان "تحرير" جديد، بعد أن اكتظ بآلاف المحتجين، والمتظاهرين، الذين أتوا من كل حدب وصوب، ليقفوا أمام مقر مجلس الوزراء، يعرضون مطالبهم، ويهتفون للحصول على حقوقهم، وتحول الشارع إلى "ميدان تحرير" آخر، خاصة مع الظهور المكثف للباعة الجائلين فى محيط مجلس الوزراء، فانتشر باعة "الترمس" و"العرقسوس" والمخبوزان" و"المناديل" و"المياه الغازية والمشروبات" فى كل مكان، لاسيما أنهم وجدوا رواجاً كبيراً لتجارتهم فى ظل توافد آلاف المحتجين والمتظاهرين من هيئات ووزارات ومؤسسات، منذ الصباح الباكر، لتحقيق مطالبهم، والمتمثلة فى التثبيت ورفع قيمة الحوافز، والاعتراض على استمرار بعض المسئولين فى مواقعهم.
وبينما كانت الحكومة تعقد اجتماعها الطارئ، بعد أن قرر المجلس الأعلى للقوات المسلحة إعادة قانون الانتخابات مرة أخرى إلى مجلس الوزراء، لإعادة دراسته وإقراره فى ضوء مطالب الأحزاب والقوى السياسية المختلفة، أدت هتافات المتظاهرين خارج أسوار المجلس عبر مكبرات الصوت، إلى استياء رئيس الوزراء والوزراء، بسبب الأصوات التى اخترقت قاعة الاجتماع، مما ترتب عليه "شوشرة" على المناقشات التى كانت تدور بين الوزراء، حول القانون.
بحسب مصادر مطلعة داخل مجلس الوزراء، فإن الدكتور عصام شرف، رئيس مجلس الوزراء، الذى كان دائم الإعلان عن أنه أصبح لا يعمل ولا ينام إلا على أصوات المظاهرات، أبدى استياءه الشديد من احتجاجات اليوم، خاصة أن المناقشات الدائرة حول قانون الانتخابات كانت تستلزم "الهدوء التام"، نظراً لحساسيتها وأهميتها الشديدة.
الاحتجاجات العديدة، التى شهدها شارع مجلس الشعب، اليوم، تسببت فى ارتباك شديد لحركة المرور بالشارع، وحتى شارع "قصر العينى"، وكثرت المناوشات بين عدد من المتظاهرين من جهة، والمارة أصحاب السيارات من جهة أخرى، فيما تفرغ رجال الشرطة العسكرية والداخلية، لتأمين مقر مجلس الوزراء، تاركين الشارع يئن من الازدحام المرورى الشديد.
نظم نحو 5 آلاف من الفنيين الصحيين، من مختلف محافظات الجمهورية، وقفة احتجاجية أمام مجلس الوزراء، لتحقيق مطالبهم، وعلى رأسها تحويل المعهد الفنى الصحى لكلية فنون صحية، وتطوير التعليم الصحى فى مصر، ورفع بدل التعرض للأشعة، وصرف حافز الإثابة، وردد المتظاهرون هتافات، "يا مشير يا مشير يسقط يسقط الوزير"، "يا حلمى أوعى تدوسنى وأوعى تغلط غلطة حسنى" و"واحد اتنين حقوق الفنى فين".
فى الوقت الذى واصل المئات من العاملين بهيئة النقل العام تظاهرهم أمام مجلس الوزراء، للمطالبة بتحقيق مطالبهم ورفع العاملون لافتات مكتوباً عليها، "أين العدل يا أهل العدل" و"يجب تطهير الهيئة من الكوادر الفاسدة"، كما رددوا هتافات "رئيس الوزراء فين.. الغلابة أهم"، "عايزين وزارة نقل.. بلاش هيئة فقر".
كما تظاهر العشرات من العمال المفصولين "تعسفياً" من الشركة المصرية للاتصالات، مطالبين بعودتهم للعمل مرة أخرى، رافعين لافتات مكتوب "شرف يا أملنا عايزين نرجع لعملنا" و"تم فصلى تعسفيا ولا أجد الطعام لأولادى أين شعارات الثورة والتغيير".
كما تواجد عدد من موظفى الآثار أمام مجلس الوزراء، مرددين هتافات طالبوا خلالها، بإقالة محمد عبد الفتاح الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، بالإضافة إلى احتجاجات العشرات من العمالة المؤقتة المتعاقدين على الصناديق الخاصة بمحافظة