رأي مجلس شورى العلماء في مسألة اللحية والضباط الملتحين

رأي مجلس شورى العلماء في مسألة اللحية والضباط الملتحين

نقدم لكم:
"تفريغ كلمات علماء أهل السنة والجماعة حول حكم اللحية في الإسلام"

والتي كانت من خلال اللقاء الرابع لمجلس شورى العلماء

والذي انعقد يوم السبت
10 من ربيع الآخر 1433 هـ
3 مارس 2012 م

على شاشة " قناة الرحمة الفضائية"

وحاور المشايخ في هذا اللقاء فضيلة الشيخ:

فضيلة الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
بالنسبة لللحية ما حكمها؟
فضيلة الشيخ: جمال عبد الرحمن "حفظه الله":
اللحيةُ كما أمر نبينا
صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنها واجبة، وجميع أوامر النـَّـبِيْ
صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في اللحية كلها تدل على "توفيرها"، "وإرخائها"، فمرةٍ يقول "وفروا اللحى"، ومرةٍ يقول "أرخوا اللحى"، ومرةٍ يقول "أعفوا اللحى"، وهذا يدل على عدم المساس بها.
هل يـُسمَح لأحدٍ أن يأمر بحلق اللحية؟
أهلُ العلمِ على وجوب
اللحية ولا نعلم خلافاً في وجوبها، والذي يأمر أحداً بحلق اللحية إنما
يأمره بمعصية، فليتقِ الله سُبـْحـَانـَهُ وَتَعَاْلـَىَ في ذلك، ثم إن
اللحية شعارٌ ورمزٌ لأهل الإسلام، ومظهرٌ عظيم زَيـَّنَ اللهُ
سُبـْحـَانـَهُ وَتَعَاْلـَىَ بِها الرجال، والذين يأمرون الرجال بحلق
اللحى لا شك أنهم يأمرونهم بثلاثة معاصي:
المعصية الأولى: التشبهُ بالنساء.
المعصيةُ الثانية: أن هذا تغييرٌ لخلق الله سُبـْحـَانـَهُ وَتَعَاْلـَىَ.
المعصيةُ الثالثة: أنها مخالفةٌ لأمر رسول الله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فضيلة الشيخ: أبي بكر الحنبلي "حفظه الله":
نستطيع أن نقول كلمة أن: حلقُ اللحيةِ عصيان، ومنافاةٌ لكمالِ الإيمان.
فضيلة الشيخ: جمال عبد الرحمن "حفظه الله":
ولم يثبت كما قالو أن
النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يأخذ من طولها أو من عرضها،
بل كانت لحيته كثة يراها الناسُ من خلفه وهو يصلي.

فضيلة الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
إذًا يا دكتور عبد الله شاكرهل حلق اللحيةِ حرام؟
فضيلة الشيخ الدكتور: عبد الله شاكر "حفظه الله":
حلق اللحية حرام، لا يجوز،ويجب إعفاءُ اللحية.
وأود أن أضيف أن الدكتور
جمال قبل قليل في الاستراحة كان يشير إلى مسألة مهمة، بعض الناس يـُـذكر أن
هذه سنة!! فيظن أنه يمكن إن فعلها أُجر عليها، وإن تركها لا يـُـسأل
عنها، وتعميم هذا الكلام خطأ جدًا.
بالنسبة لِلِّحية في الحقيقية ، فعلماء أصول الفقه يقولون: "بأن الأمر إذا جاء صريحاً دون صارف فيُحمل على الوجوب، طالما أنه لا يوجد صارف"، هذا شيء.
الشيء الثاني: الذي أُلفت النظر إليه في هذه القضية وهو مهم أن أيضاً بعض علماء الأصول – ومنهم الإمام ابن رشد رحمه الله - قالوا: "بأن
الأمر النبوي الذي جاء من قِبَلِ النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ إذا تَطَابَقَ مَعَه الفعل كان في الأمر ألزم وآكد"، وهنا النـَّـبِيْ عَلَيْهِ الْصَلاَةُ وَالسَّلاَمْ أمر بالإطلاق، وفعله صلوات الله عليه وسلامه.

فضيلة الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
مات النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ولم يأخذ من لحيته لا من طولها ولا من عرضها، "وكان يعرف الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، وهم خلفه -كما في الصحيح - قراءته باضطراب لحيته".

فضيلة الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
دكتور جمال المراكبي هل اللحية فرض؟
فضيلة الشيخ الدكتور: جمال المراكبي "حفظه الله":
اللحيةُ أولاً:
سَمْتُ النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَهَيئتُهُ
وَهَديُه، فمن حارب شخصاً يريدُ أن يتأسى بـِهَدي النـَّـبِيْ صَلَّىَ
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وسَمْتِه فتعرفون حكمه.
فضيلة الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله": فإنه يحارب رسول الله.
فضيلة الشيخ الدكتور: جمال المراكبي "حفظه الله":
ثانياً:اللحية
أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بإعفائها
وتوفيرها وتركها، وفي نفس الحديث أمر بحف الشوارب، أريد أن أخبرك يا فضيلة
الشيخ بأن الناس اليوم يتبارون في إطالة الشارب..!!
أنا أريد أن أقول لوزير
الداخلية ووزير الدفاع: لا يعاقَب جندي في الجيش ولا جندي ولا شرطي على أنه
أطلق شاربه..!! مع أن رسول الله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: "حـُـفـُّـوا"، "جزوا": أي قصوا ، كان يبالغ في حفه ، ثم يقول في اللحية "وفـِّــروا"، "أطلقوا": هذا أمر.
والمستقر عليه عند علماء الأصول:" أن الأمر للوجوب مالم يصرفه عن الوجوب قرينةٌ صارفة، سواء في النص، أو خارج النص".
المسألة الثالثة:
لا أعلم أحداً من أهل العلمِ قديماً إلى عصرنا الحديث أتى بقرينةٍ تصرفُ
اللحية عن الوجوب، وإنما كلهم؛ الأئمة الأربعة مجمعون على وجوبها وعلى أن
من اعتدى عليها يُعَزَّر.
المسألة الرابعة:
أول من قال -حتى أبريء الذمة في العصر الحديث- بأن هناك قرينة صارفة عن
الوجوب أعتقد أنه أحد مشايخ العصر الشيخ علي الخفيف أو الشيخ شلتوت..!!
وقال أن القرينة أنها سنة عادة.
يا إخواني المسلمين: الرسول صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال:"كــُـلْ بيمينك"، وهذه سنة عادة، لكن الرسول قال: "كــُـلْ بيمينك" فهذا أمر، من أكل بشماله متعمداً، ما حكمه عند علماء المسلمين؟
الجواب: آثم، وعاصٍ، والرسول عَلَيْهِ الْصَلاَةُ وَالْسَّلاَمْ قال للرجل الذي قال: "لا أستطيع": "لا استطعت" - دعا عليه–"فما رفعها إلى فيه".
إذاً اللحيةُ واجبٌ، نقول
فرض أو نقول واجب، أهل العلم يقولون أن الواجب والفرض شيء واحد، وبعضهم
يقول: الفرض شيء والواجب شيء في دليل الثبوت وليس في دليل الوجوب، فهي واجبةٌ وهي فريضةٌ ومن تركها أو حلقها أو عارض في ذلك فهو معارضٌ لحكم رسول الله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وربنا يقول: "وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا" "الحشر/7".

الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
شيخنا أبو عبدالله "الشيخ مصطفى العدوي"، ما حكم اللحية ؟
فضيلة الشيخ: مصطفى العدوي "حفظه الله":
حكم اللحية واجبٌ إطلاقها، لقول النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "خالفوا المشركين، قصوا الشوارب وأوفوا اللحى"، ويأثم حالقها لمخالفته أمر النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
هؤلاء الضباط الذين أُحيلو الآن إلى الاحتياط بسبب إعفاء لحاهم، هل من كلمة؟
فضيلة الشيخ: مصطفى العدوي "حفظه الله":
بلا شك، نسأل الله
سُبـْحـَانـَهُ وَتَعَاْلـَىَ أن يـُثَبـِّتَهُم على الإيمان وعلى اتباع
كِتَابِه وَسُنـَّـةَ رَسولِهِ الأَمِيْنْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ.
ونهيبُ بالمسؤولين عن وزارة
الداخلية المصرية أن يـَتـَّـقوا الله في أنفسهم أولًا، فيمتثلوا هم في
أنفسهم أمر رسول الله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ولا يعادون مَنْ
امتـَثـَلَ سُنـَّـةَ النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فإن
هذا مؤذنٌ بزوالهم.

الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
الشيخ أبو بكر الحنبلي، ما حكم اللحية؟
فضيلة الشيخ: أبي بكر الحنبلي "حفظه الله":
حكم اللحية حلق اللحية
عصيان ومنافاةٌ لكمال الإيمان، فيـُـفهم أن إعفاءها فريضة وحلقها حرام،
الله سُبـْحـَانـَهُ وَتَعَاْلـَىَ أخبر عن إبليس فقال: "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ""النساء/119".
فإن قال قائل: شعر العانة، شعر الإبطين، نقول الشعر على ثلاثة أنواع:
شعرٌ مأمورٌ به: وهو اللحية.
وشعرٌ منهيٌ عنه: وهو الإبطين والعانة.
وشعرٌ مسكوتٌ عنه: هو الساقين والذراعين والصدر والظهر وما شاكل ذلك.
خلاصته: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّـهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ" "النساء/59"، ولم يقل "وأطيعوا أولي الأمر منكم".
فضيلة الشيخ: مصطفى العدوي "حفظه الله":
"فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّـهِ وَالرَّسُولِ" "النساء/59".
الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
ولذلك حين تنازعوا يكون المرد إلى الله ورسوله.

الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
شيخنا أبو أحمد "الشيخ محمد حسان"، ما حكم اللحية؟
فضيلة الشيخ الدكتور: جمال المراكبي "حفظه الله":
واجبٌ وحالقها أثمٌ، ومن
يدعو غيره لحلقها آثمٌ، وأنا دعوت وزير الداخلية في لقاءين سابقين
إعلاميين، وقلت له: لا يجوز أبداً أن نؤذي هؤلاء الأفاضل، بل يجب علينا أن
ندعمهم، وأن نقف إلى جوارهم، لا أن نفصلهم من العمل، لا أن نحيلهم إلى
الاحتياط، أنا أتساءل..!! هم يقولون بأن إعفاء اللحية يتعارض مع أداء
العمل..!! من قال ذلك؟ من قال إن إعفاء اللحيةِ يتعارض مع العمل؟
بل انظرو إن أردتم إلى
الواقع إلى كثيرٍ من أصحاب اللحى في جيوش الدول العربية المجاورة لنا
وشرطتها، وما اعترض أحدٌ على واحدٍ من هؤلاء أعفى لحيته..!!
فأنا أتعجب، هؤلاء الأفاضل
بفضل الله تـَبـَاْرَكَ وَتَعَاْلَىَ، انظرو في سيرهم، انظروا في أعمالهم
ستجدونهم من أكفأ الناس ومن أفضل الناس، وأنا أهيب بإخواننا المسؤولين في
وزارة الداخلية وفي المجلس العسكري أن لا يبدأوا في هذه المرحلة التي يجب
عليهم أن يشكروا الله عَزَّ وَجَلّ بمخالفة هدي رسول الله صَلَّىَ اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
فضيلة الشيخ: مصطفى العدوي "حفظه الله":
وعليهم أن يلتحوا ما داموا مسلمين.

الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
شيخ وحيد، ما حكم حلق اللحية؟
فضيلة الشيخ: وحيد بن بالي "حفظه الله":
حلق اللحية محرم، كما يقول شيخ الإسلام وَيَحرُمُ حَلقها.
الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
وما حكم من أمر بحلقها؟
فضيلة الشيخ: وحيد بن بالي "حفظه الله":
والذي يأمر بمحرمٍ أو بمعصيةٍ هو آثمٌ، "لا طاعة لمخلوقٍ في معصيةِ الخالق".
الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
حسناً وهؤلاء الضباط إن أحيلوا إلى الاحتياط؟
أقول لهم: اثبتوا واصبِروا، فإنكم على الحق، والله معكم ولن يتركم أعمالكم.

فضيلة الشيخ الدكتور: جمال المراكبي "حفظه الله":
يا فضيلة الشيخ، الآن يوجد
قضايا مرفوعة أمام القضاء، ونحن نثق بأن القضاء المصري سيرجع إلى تأصيل
المسألة فقهيًا ولن يكتفِ بطلب فتوى من شخص أياً كان، لأن الحقيقة هذه
مسألة لا بد أننا نقف لها وقفة، انتهى زمن الفتاوى التي تعبر عن رغبات
المسؤولين، فلا نريد فتاوى مُفَصَّلة، الفتوى نرضي بها الله عَزَّ وَجَلّ.

الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
يا شيخ سعيد عبد العظيم، ما حكم اللحية؟
فضيلة الشيخ الدكتور: سعيد عبد العظيم "حفظه الله":
إطلاق اللحية واجب، وحلقها حرام، "وفروا"،"وفَّوا"،"أوفوا، "أرخوا"، روايات كثيرة، وكانت لحية النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثة، عظيمة الطول، و"لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"،
والقوانين لا بد من ضبطها بكتاب الله وبسنة رسول الله صَلَّىَ اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وإلا فالاعتراض على إطلاق اللحية بأن هذا يخالف
القانون، القانون والدستور لا بد من ضبطهما بشرع الله تـَبـَاْرَكَ
وَتَعَاْلَىَ، وكُل إنسان يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صَلَّىَ اللهُ
عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الاعتراض بأن هذا يتعارض مع
طبيعة العمل..!! جيوش العالم كثير منها يطلق اللحية، فلا يصح مصادمة
الطيبين الصالحين الذين تُستمطر بهم الرحمة، وتُستدفع بهم النقمة، وإلا
فهذه صورة عن الصَدّ عن سبيل الله، لا تليق بأمةٍ مسلمة، ولا بمن يقود
البلاد والعباد، الاعتراض حتى بأنها سنة عادة، لو قلنا سنة هي سنة واجبة،
ولأن السنة شاملة لأحكام الشرع التكليفية.
وسبق للمجلس العسكري أن سأل
الشيخ جاد الحق في منع الجنود والضباط من إطلاق اللحية، والشيخ جاد الحق
بعث وأفتى للمجلس العسكري بأنه لا بد من السماح للجنود والضباط بإطلاق
لحاهم.
والكلام بأن هذا ليس وقته
أو غير ذلك..!! لا، مالذي يمنع من أن نلتزم بكتاب ربنا وسُنة نبينا في كلِ
آنٍ وحين؟ وقولهم أنها كانت في الجاهلية!! ، فهناك أشياء كثيرة كانت في
الجاهلية، فالشجاعة كانت في الجاهلية.
هارون قال:"يَا ابْنَ أُمَّ لَا تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي وَلَا بِرَأْسِي" "طه/94".
إبليس لما تهدد قال: "وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّـهِ" "النساء/119".
وإن حلق اللحية من التشبه بالنساء، وفي الحديث: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء"،
وهي من خصال الفطرة التي لو صحت وسلمت لأطلق الإنسان لحيته، كانت لحية
النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كثة عظيمة الطول، لم يؤثر
أنه لا أخذ من طولها ولا من عرضها، إلا ما رواه البخاري عن ابن عمر:"أنه كان إذا اعتمر أخذ ما زاد عن القبضة"،
فهذا فعل ابن عمر، وإذا اعتمر، فترويع الطيبين والصد عن سبيل الله لا
يجوز، في مثل هذه الآونة، نأخذ الدرس مما حدث لمن مضى، والواجب علينا أن
نَصطَلِحَ مع الله تـَبـَاْرَكَ وَتَعَاْلَىَ ونتابع سـُنـَّـةَ رَسولِ
الله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
الشيخ: محمد حسين يعقوب "حفظه الله":
الرأي العام متعاطف مع هؤلاء الضباط، نعم.

فضيلة الشيخ : محمد حسان "حفظه الله":
لو أذنت لي في ثواني معدودات، أنا أرجو أن أبين لأحبابنا من شعبنا الكريم أن السـُنـَّـةَ تنقسم إلى ثلاثةِ أقسام:
1-سنةٌ قولية.
2-سنة فعلية.
3-سنة تقريرية.
قضية اللحية تنطبق عليها السنة بأقسامها الثلاثة:
سنةٌ قولية: في الأوامر والأحاديث التي استمعنا إليها: "وفروا اللحى"،"أرخوا اللحى"، "أعفوا اللحى"،"أطلقوا اللحى ".
السنة الفعلية:فِعله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، كما تفضلتم.
السنة التقريرية: أقرَّ النـَّـبِيُ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اللحية وأنكر حلقها، ففي رواية في سُنَنِ أبي داود بسندٍ حسن "حين
جاءه رسولان من قبل كسرى، قد أطلقا الشوارب وحلقا اللحى، "أعرض
النـَّـبِيْ صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنهما، حتى هم بأمر سوء،
فلما كادا أن ينصرفا قال: من أمركما بهذا؟ قالا: ربنا، كسرى، فقبض صَلَّىَ
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على لحيته الشريفة وقال: وبهذا أمرني ربي عَزَّ
وَجَلّ".
أُضِيف إضافةً رابعةَ
أخيرة؛ أنا أرجو أن يكون إعفاء اللحية من بعض ضباط الشرطة بداية لكسر
الحاجز النفسي بين الشرطة وبين الشعب، ليرى الشعبُ بداية ً جديدةً في إقبال
أبنائنا من أبناء الشرطة على الله، وعلى رسوله صَلَّىَ اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ، بل أنا أراها عاملاً إيجابياً من عوامل بناء مجتمعنا في المرحلة
المتأزمة بين الشرطة وبين الشعب.

فضيلة الشيخ : جمال عبد الرحمن "حفظه الله":
للاستئناس وللدعاء لصاحبها،
الشيخ ابن عثيمين رَحِمَهُ الله كان مريضًا في آخر حياته بالسرطان،
فَيَنْقِلُ طُلابَهُ لي أنـَّهُ عـُرِضَ عَلَيهِ العلاج الكيماوي، وقالو
أنه سَيـُسقِط شعرك..!! فقال سيسقط اللحية؟ قالو: نعـم، فرفض العلاج وقال:
لا أريد أن أقابل ربي بغير لحية، مع أن المريض ليس عليه حرج، عليه رحمة
الله.

توصياتُ مجلس شورى العلماء بشأن إطلاق اللحية من قبَل ضباط الشرطة:

يهيب مجلس شورى العلماء
بوزراة الداخلية والمسؤولين في مصر بأن يراعوا مصلحة الضباط الذين أعفوا
لحاهم بأنهم سيكونون أتقى وأقرب لله عَزَّ وَجَلّ وأرعى للأمانة إن هم أعفو
لحاهم، لا إن هم حلقوها كما قال الشافعيُ عليه رحمة الله،"لا تأمننَّ فاسقاً، فإن من خان أول من أنعم عليه لا يفي لك"،
فهؤلاء إذا حلقوا لحاهم صاروا بهذا الوصف، وإذا أعفوها التزموا سنةً
وفرضاً، فهم بذلك يكونون لحراسة الأمة وأداء الأمانة أوجب، حتى يغيب عن فئة
الشرطة ما تتهم به من مخالفة الشرع.

لتحميل تفريغ الكلمات بصيغة pdf رجاء الضغط على الصورة التالية:

» انقسام العلماء حول "الجهاد الإلكترونى" ضد إسرائيل
» بالصور..عودة آلاف المعتصمين للتحرير قادمين من مجلس الوزراء
» قرار جمهورى بعودة مجلس الشعب حتى إجراء انتخابات جديدة
» مركز معلومات مجلس الوزراء: 0.7% تراجعا في ثقة المستهلك بالأداء الاقتصادي
» ميدان تحرير جديد فى شارع مجلس الشعب.. "شرف" يبدى استياءه من هتافات المحتجين